السلام عليكم ورحمة الله
فرغ الأطباء من التحقيق فى حكمة الصيام وكأن أيام الشهر المبارك ماهى إلا ثلاثون حبة تؤخذ
فى كل سنة مرة لتقوية المعدة وتصفية الدم .
من معجزات القرآن الكريم أنه يدخر فى الألفاظ المعروفة فى كل زمن حقائق غير معروفة لكل زمن
، فيجليها لوقتها ليستخلص من بين كفر وإيمان دينا طبيعيا يتناول الحياة فيضبطها باسرار العلم
ويوجهها بالعلم .
لايزال مذهب الأشتراكيون مذهب كتب ورسائل ، ولو أنهم تدبروا حكمة الصوم فى الأسلام لرأوا
هذا الشهر نظاما عمليا من أقوى وأبدع الأنظمة الأشتراكية الصحيحة ، فهذا الصوم فقر إجبارى
تفرضه الشريعة على الناس فرضا ليتساوى الجميع .
فقر إجبارى يراد به إشعار النفس الإنسانية ان الحياة الصحيحة وراء الحياة لا فيها وأنها تكون
على أتمها حين يتوحد الشعور وحين يتعاطف الناس بإحساس الألم الواحد لاحين يتنازعون
بإحساس الأهواءالمتعددة .
ومن هاهنا يتناوله الصوم بالتهذيب والتأديب والتدريب ويجعل الناس فيه سواء.
من قواعد النفس أن الرحمة تنشأ عن الألم وهذا بعض السر الأجتماعى العظيم فى الصوم .
ومتى تحققت رحمة الجائع الغنى للجائع الفقير ، أصبح للكلمة الأنسانية الداخلية سلطانها النافذ
وهنا تربية أخرى وحكمة من حكم الصوم هى تربية الأرادة وتقويتها بهذا الأسلوب العملى متهيئا له
بعزيمته صابرا عليه بأخلاق الصبر .
أليست هذه فرصة لتكوين الأرادة .
ألا ما أعظمك يا شهر رمضان لو عرفك العالم لسماك " مدرسة الثلاثين يوما ".